دعاء لراحة البال وإزالة الهم الذي يبحث عنه الكثير من الأشخاص، في هذا الزمان والأزمنة السابقة لم يخلو شخص من المصائب والابتلاءات التي تجعله يحمل جبال من الهموم والأحزان فوق صدره، ويريد معرفة أدعية الرسول –صلى الله عليه وسلم-الذي كان يرددها في تلك الحالة، حيث ورد عن رسولنا الكريم العديد من الأدعية التي يجب أن يدعوا بها المسلم حتى يستجيب الله له وفرج كربه، لذلك سوف نوضح لكم في هذا الموضوع أفضل دعاء لراحة البال وإزالة الهم.
دعاء لراحة البال وإزالة الهم
يعاني جميع المسلمين من هموم ومشاكل في حياتهم، فهذا أمر طبيعي كتب على كل بني أدم يعيش على الأرض بأن يكون له نصيب من الهم والحزن في أمور عديدة طوال حياته.
حيث إن هذا الأمر ليس عذابًا من الله تعالى بل إنه رحمة لو تعلمون! فبهذه الابتلاءات والمصائب والأحزان التي تصيبنا يغفر الله بها لنا ذنوبنا، والدليل على ذلك ما ورد عن أبي هريرة عن الرسول –صلى الله عليه وسلم-فقد قال: ” مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه”.
يحث الحديث الشريف على الصبر في الابتلاءات التي يبتلي بها الله عبده المؤمن الذي يحبه ويريد أن يغفر له ذنوبه، ولكن هذا لا ينفي أن يبحث المؤمن عن راحة البال وأن يدعو الله بأن يزول همه ويفرج كربه، وفي هذا الصدد الكثير من الأدعية التي وردت عن رسولنا الكريم سوف نذكرها لكم في الآتي:
- كان يقول رسولنا الكريم عند إصابته بالكرب “لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم.
- كما حثنا الرسول الكريم عن الدعاء بدعاء سيدنا يونس وهو في بطن الحوت الذي أنقذه من الكرب والهم، وهو “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” حيث قال الرسول عن تلك الدعوة أن المسلم الذي يدعوا الله بتلك الدعوة يستجاب له.
- قال الرسول –صلى الله عليه وسلم-لأسماء بنت عويس ذات مرة: “ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب؟ قالت بلى يا رسول الله، قال لها قولي الله الله ربي لا أشرك به شيئا”.
- كان يدعو رسول الله بهذا الدعاء: ” اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك، ومن اليقين ما تهون به على مصائب الدنيا”.
اقرأ المزيد: لماذا تدخل الاسود المسجد النبوي آخر الزمان؟.. إليكم الإجابة بالتفصيل
أفضل دعاء لتفريج الكرب وإزالة الهم
في إطار الحديث عن دعاء لراحة البال وإزالة الهم فإن هناك دعاء ورد عن الرسول –صلى الله عليه وسلم-يعتبر من أفضل الأدعية التي تزيل الهم وتفك الكرب، فعن ابن القيم أن الرسول الكريم قال:
” ما أصاب عبدًا قط همٌّ ولا حزنٌ فقال: (اللهم إني عبدُك، وابنُ عبدِك وابنُ أمتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيّ حكمُك، عدلٌ فيّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك، سميتَ به نفسَك، أو علمته أحدًا من خلقِك، أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندك أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهابَ همي وغمي إلا أذهب اللهُ همَّه وغمَّه وأبدله مكانه فرحًا، قالوا: أفلا نتعلمهن يا رسولَ اللهِ، قال: بل ينبغي لمن يسمعُهن أن يتعلمَهن”.
لعل من أفضل الأدعية التي كان يدعوها الرسول أيضًا والتي كان يدعوا بها الصحابة والصالحين هي: ” اللهم إني أستغفرك من جميع الذنوب والخطايا، ما علمت منها وما لم أعلم، اللهم اجمعنا في جناتك جنات النعيم، ولا تفرقنا وأهلنا وأحبائنا بعد الممات يا رب العالمين”.

ما هي أهمية الدعاء؟
بعدما تعرفنا على دعاء لراحة البال وإزالة الهم سوف نتعرف على أهمية الدعاء بالنسبة لكل مسلم حيث إن للدعاء أهمية كبيرة في حياتنا فهو يجلب كل خير للمسلم سواء في الدنيا أو في الأخرة.
فعندما تدعوا الله بأمر معين تريده في الدنيا فإذا كان هذا الأمر خير لك ومقدر له أن يحدث فإن الله يحققه لك على الفور ما دمت لم تطلب شيئًا محرمًا، وإذا تأخرت عليك الاستجابة فيجب ألا تيأس أبدًا وتتيقن بان الله يقدر لك الخير في الوقت الذي يراه خير.
على الصعيد الأخر فإن عدم استجابة الدعاء من الأساس يعد أمرًا عظيمًا على عكس ما يعتقد الأخرون، لأن الله تعالى يدخر هذه الأدعية في الأخرة ويجازي بها المسلمون، حينها يقول الناس يا ليت دعواتنا لم تستجاب وادخرت لنا في الاخرة.
بالإضافة إلى ذلك فإن الدعاء هو عبادة عظيمة تقرب العبد من الله وتجعله يعرف حجمه الصغير أمام قدرة الله عز وجل حيث إن في الدعاء يجب أن يفتقر المسلم إلى الله ويتذلل له في الدعاء حتى يغنيه من فضله ويعطيه ما يشاء.
دلائل أهمية الدعاء
في إطار التعرف على دعاء لراحة البال وإزالة الهم فإن هناك العديد من الدلائل التي وردت في السنة النبوية والقرآن الكريم عن فضل الدعاء وأهميته، ومن هذه الدلائل ما يلي:
- سورة الأعراف الآية 55 قال الله تعالى: ” ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”.
- سورة القمر الآية 10 قال الله تعالى: ” فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ”.
- سورة الإسراء الآية 110 قال الله تعالى: ” قُلِ ادعُوا اللَّـهَ أَوِ ادعُوا الرَّحمـنَ أَيًّا ما تَدعوا فَلَهُ الأَسماءُ الحُسنى”.
- كما قال الرسول –صلى الله عليه وسلم-: ” إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”.
ما هو أثر الدعاء على المسلمين؟
يريد الكثير من الأشخاص معرفة دعاء لراحة البال وإزالة الهم وهذا ما وضحناه في السطور السابقة، كما يريدون أيضًا معرفة أثر كثرة الدعاء والتضرع إلى الله على أنفسهم في الدنيا والأخرة، وهذا ما نوضحه في السطور القادمة:
- إن الدعاء أحد أهم أسباب فك الكروب وراحة القلب وطمأنينة النفس حيث يعيش الشخص هادئًا مسالمًا في الحياة لا يشغله هموم أو مصائب تحدث له.
- يستطيع الشخص أن ينتصر في المعارك والحروب بسبب الدعاء مثلما حدث مع الرسول الكريم والصحابة في غزوة بدر.
- يزيد الدعاء من ثقة الشخص عندما يحدث له أمر مكروه أو مصيبة من مصائب الدنيا، حينها يدرك تمامًا أن هذا الأمر خير وان الله سوف ينجيه منه عاجلًا أم أجلًا.
- إن الدعاء يجعل القلب خاشعًا متجهًا إلى الله في كل الأمور.
- من أهمية الدعاء في الأخرة أنه يرفع درجات المسلم.
- الدعاء يجلب الخير والرزق.
- كما إن الدعاء يفتح جميع الأبواب المغلقة امام العبد وييسر له الأمور الصعبة.
ما هي آداب الدعاء؟
في صدد موضوع معرفة دعاء لراحة البال وإزالة الهم فإن هناك آداب للدعاء يجب أن يعرفها المسلم ويلتزم بها عند دعائه إلى الله، هذه الآداب سوف نوضحها لكم في الآتي:
- يجب أن تدعو الله في أوقات استجابة الدعاء المعروفة والتي هي بين الأذان والإقامة، في الثلث الأخير من الليل، في يوم عرفة، في رمضان، في وضع السجود.
- ألا يدعو المسلم بدعاء فيه إثم أو قطيعة رحم مثلما اوصانا الرسول –صلى الله عليه وسلم-حتى يستجاب له.
- أن يتضرع إلى الله وهو يدعوه ويستغني عن حوله وقوته مهما على شأنه.
- من أسس الدعاء أيضًا أن تكون الدعوة خالصة النية لله تعالى أي لا يدعوا حتى يقول الناس عنه أنه شخص تقي وصالح وغير ذلك.
- من المستحب أن يستقبل المسلم القبلة عند الدعاء.
- عدم الاستعجال في استجابة الدعاء كأن يقول الشخص دعوت الله ولم يستجيب لي، فهذا شيء خاطئ بل يجب تفويض الأمر إلى الله وحسن الظن به في الاختيار.
- يجب أن يكون قلبك حاضرًا عند الدعاء وألا تلهو أو تفكر في شيء أخر.
- أن يكون طعامك حلالًا حيث إنها من أسباب استجابة الدعاء.
- من المستحب أن يبدأ الدعاء بالثناء على الله ثم الصلاة والسلام على رسول الله وختام الدعاء أيضًا بالصلاة على الرسول.
إن الدعاء من العبادات العظيمة التي أمرنا بها الله تعالى في العديد من الآيات وأوصانا بها الرسول الكريم في الأحاديث، حيث ورد الكثير من الأدعية التي تساعد في راحة البال والقلب وتفريج الهموم والمذكورة أعلاه.